دعم منتديات احلي منتدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
داني الشبح
المدير العام
المدير العام
داني الشبح


عدد المساهمات : 153
نقاط : 675
السٌّمعَة : 3
تاريخ التسجيل : 27/06/2011

الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية Empty
مُساهمةموضوع: الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية   الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية Icon_minitimeالأربعاء يونيو 29, 2011 11:38 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه،

عدد ما ذ كره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذ كره الغافلون


في رحاب الايمان


الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية ، وجـذر شجرة سائر

القيم والاحكام والشرائع ، والسؤال المهم المطروح في هذا

المجال هو : كيف يستطيع الانسان ان ينمّي ويزيد من

ايمانه بالله - عــز وجــل - وكيف تتوهج حقيقة الايمان في

القلب حتى تتجسد في صورة قيم مثلــى ، وأخــلاق ساميــة

تقــود حيــاة الانسان الى حيث يريد الله ، والــى حيث

يتطـلـع الانسان بفطـرتـــه مــن الهــدى والفــلاح ؟


قبـــل ان اجيب على هذا السؤال لابد ان امهد للاجابة

بتمهيد هو ان الايمان لم يذكر في القرآن الكريم إلا مقرونا

بعلاماته وآياته وبالتالي بالافعال التي تنبع منه . فليس

ايمانا ذلك الايمان الذي لايفيض بالقيم ، فهو اقرار في

القلب ، وشهادة باللسان ، وحركة بالاعضاء والجوارح .

فاذا كان هنا اقرار في القلب ، فلابد ان يظهر هذا الاقرار ،

ولامناص من ان تظهر حقيقته على جوارح الانسان


الايمان مقترن بالفضائل :



ولذلك فان القرآن الكريم لايحدثنا عن الايمان الا ويقرنه بمجموعة من الفضائل ، تقف الصلاة على رأسها كقوله - تعالى - : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ } ( المؤمنون / 1-2 ) . ثــم يأتي بعد ذلك الانفاق في سبيل الله ؛ فكلما زاد الانسان اهتماما بالصلاة ، زاد انفاقا في سبيل الله - عز وجل - في جميع الابعاد ، وارتفع ايمانا وازداد يقينا . ومن هنا فان الذي يدعي انه مؤمن ثم لايخشع في صلاته ، ولاينفق مما رزقه الله فان ادعاءه هذا كاذب ، وهو مجرد تمن ، والجنة لايمكن ان تنال بالأماني ابدا .
وعندما يحدثنا القرآن الكريم عن الجنة والنار ، وعن يوم القيامة فانه يحدثنا عن ميزان عدل يأخذ بنظر الاعتبار مثقال الـــذرة :
{ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } ( الزلزال / 7-8 ) ،
فالحديث هنا هو حديث عن العدل ، والقســــط ، وعمل يقاس بالمثقال ، فليست القضية عبثا ، ولا هي امان ، والايمان ليس ادعاء ، فلكل حق حقيقة والايمان لابد ان تكون له حقيقة تدل عليــه ، ولابد ان يتجلى في العمــل .
واعود هنا الى السؤال الذي طرحته من قبل وهو :
كيف ينمي الانسان جوهرة الايمان في نفسه ؟ ،
لقد عبّرت الاحاديث عن الايمان بأنه ( الروح ) لان الروح هي التي تزود الانسان بالحركة والنشاط ، ولكي ينمو الايمان يجب ان تنمو سائر الفضائل ؛ اي ان الانسان يجب ان لايختار بين الفضائل ، فالــذي يريــد ان يجسد في نفسه الايمان عليه ان يكون بحيث يسلم نفسه لكل شيء يقدمه فـي سبيل الله - تعالــى - .

من تجليات الايمان :

1- الطاعـــة : وعـلى سبيل المثال فان (الطاعة) هي ابرز معاني وتجليات الايمان ؛ اي الطاعة لله وللرسول
وقد يطيع الانسان امر مولاه بما يخالف هواه (اي هوى هذا الانسان) ولكن في بعض الامور كالانفاق في سبيل الله - مثلا - ، اما اذا أمره بالجهاد بنفسه ودمه فتراه غير مستعد ، وهذه طاعة غير مقبولة هي الاخرى .
ان الطاعة المفروضة تتمثل في ان يكون الانسان مستعدا لتنفيذ الاوامر في اي وقت حتى وان عاش الى آخر حياته دون ان يؤمر من قبل قيادته بالجهاد لان انتظار الفرج يعتبر من اهم الاعمال في الشريعة المقدســـة بالنسبة الى الامة المرحومة ، فالذي ينتظر الفرج ، وينتظر ان ترتفع الراية بيد صاحبها الحقيقي فانه يكون قد حدّث نفسه بالجهاد والشهادة ؛ اي ان هذا الانسان مستعد في اية لحظة لأن يحمل سلاحه ، ويدخل ساحة الجهاد ، ويستشهد بين يدي امام زمانه ، وهذا هو معنى الانتظار الذي هو اكثر الاعمال ثوابا عند الله - عز وجل - ، لان الانسان المستعد يكون في اعلى درجات الرحمة الالهية .





2- ذكر اللـه : ومن تجليات الايمان الاخرى ذكر الله ؛ اي ان يكون الانسان حاسا وشاعرا بهيمنة الله عليه
وبالاضافة الى ذلك فان علينا ان نذكر الله عند الطاعة ايضا ، فعندما يأتيك رجل ويدعوك الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، او المســاهمة في عمل خيري ، فقد ذكر الله - تعالى - لك ، فاذا خفق قلبك ، ووجلت نفسك ، وجرى الدم في عروقك فانت مؤمن حقا كما يقول - عز من قائل - : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ ءَايَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } ( الانفال / 2 ) ، اما اذا شعرت بالخمول ، والتقاعس ، والتكاسل فهذا يعني انك لاتعتبر رضوان الله وحبه غنيمة ، بل تعتبرهما خسارة . فالغنيمة عندك ان تذكر عند الناس ، لا ان تذكر عند الله . وهكذا ان الايمان الحقيقي لم يتجسد في نفسك بعد .
وقد يتجسد ذكر الله - سبحانه وتعالى - عند المصيبة ، فالمصائب تهون عند ذكر الله ، وعلى سبيل المثال فان الامام الحسين ( عليه السلام ) وفي اصعب لحظات مصيبته ؛ اي عندما اصيب بابنه الرضيع ، كان يأخذ الدم من نحر ابنه المذبــوح ويرميه الى السماء قائلا : " هون علي ما نزل بي انه بعين الله " ، فمادام
الانســــان يذكر الله - جلت قدرته - فان مصائبه ستهون كلها ، لان الله شاهد
وناظر ، وعالم بما يجري ، وهو الذي سيأخذ بثأره من الظالمين .
وهناك ذكر الله عند التفكير والذي يعتبر من اعظم الذكر ؛ فعندما يفكر الانسان ، ويقدر عليه ان يذكر الله ، ولايفكر باهوائه ، ولايدع وساوس شيطانه تستحوذ عليه ، بل عليه ان يفكر في الطريق المستقيم لا ان يكون تقديره قائما على اساس الهوى . ولــذلك فــان القـرآن الكريم عندما يحدثنا عن الصالحين يقول : { فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُولُواْ الاَلْبَابِ } ( الزمر / 17-18 ) .
ولـذلـك فـان هـذا الـذكـر يـنـمـي في الانـسـان روح الايمــان ، والله - عز وجل - يأمرنا في آيات عديدة بذكره ، فهو يقول عن المؤمنين الذين يبتعدون عن الظنون ، والوساوس الشيطانية :{ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً } ( الشعراء / 227 ) ، فهــؤلاء مستثنون من حكم الله على الشعراء ، فالله - تعالى - عندما يحدثنا عنهم يقول : { وَالشُّعَـــرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَــرَ أَنَّهُمْ فِــــي كُـــــلِّ وَادٍ يَهِيمُـــونَ * وَأَنَّهُـــمْ يَقُولُــونَ مَا لاَ يَفْعَلُـــونَ } ( الشعراء / 224-226 ) ، الا انه يستدرك قائلا :{ إِلاَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا ... } ، فصفات المؤمنين من الشعراء انهم آمنوا وعملوا الصالحات ؛ اي ان ايمانهم لم يكن بالتمني ،
بل كان ايمانا حقيقيا .
ثم يقول - تعالـــى - : { وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرا } ؛ اي انهم لم ينجرفوا في تيار
الاوهام ، والتخيلات بل قالوا الحق . وفي موضع آخر يصف - تعالى - المؤمنين قائلا : { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } ( آل عمران / 191) ، وقــد اوّلت هذه الاية بالصلاة ، امــا تفسيرهــا فهــو ان الانسان المؤمن يذكر الله دائما في جميـــع الاحوال ؛ فهو في الحركة يعمل ، وفي الجلوس ينمي علاقاته مــع الآخريــن ، وفـــي النوم يفكــر ، فهو يذكر الله - عز وجل - في كل هـذه الحـالات .
ان الصلاة ذكر ، هذا لايعني ان على الانسان ان لا ينشغل بعد الفراغ من صلاته عن ذكر الله كما يشير الى ذلك - تعالى - في قوله الكريم : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ } ( النور / 37 ) ، فالصلاة انما شرعت لذكر الله : { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي } ( طه / 14 ) ، وبعد الصلاة على الانسان ان يذكر الله ايضا : { فإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ } . ( النساء / 103 )
وعنـــد مـواجهـــة الاعـداء يجب على الانسان المؤمن ان يذكر ربه ، فبذكر الله تطمئن القلوب ، وبذكره يتحقـــق مفهـوم التوكـــل . يقول - تعالى - : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللّهَ كَثِيراً } ( الانفال / 45 ) .
ومن المعلوم ان الانسان خطّاء ، والذي يدعي انه منزه عن الخطأ ، فان ادعاءه هذا هو بحد ذاته اكبر خطأ لانه يجعله في حالة من التكبر والتجبر والطغيـــان . واذا ما اخطـأ الانسان فان عليـــه ان يذكر الله لكي يمنحه اولا القوة والقدرة على مقاومـة الشيطـــان الذي يدعــــوه الـى ان يذنب المرة بعد الاخرى ، ولكي - ثانيا - لايصاب باليأس والقنـــوط ، لان اليــأس بحد ذاته جريمة ، وخطيئة كبرى ، ولذلك يقول - سبحانه - عن المؤمنين :{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ( آل عمران / 135 ) .
وحتــى عندما نرتكب الذنوب الصغيرة فان علينا ان نستغفر الله - تعالى - لان
الانسان اذا احدث ذنبا ثم لم يستغفر خالقه فان هذا الذنب سيتحول الى نقطة سوداء في قلبه ، واذا بالذنــوب تتــراكــم عليه ، واذا بقلبه يموت ويصبح قاسيا . وفي آية اخرى يقول - عز وجل - : { إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَآئِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواَ } ( الاعراف / 201 ) ؛ اي ذكروا الله ، وذكروا انفسهم :{ فإِذَا هُم مُبْصِرُون } . ( الاعراف / 201 )



أساس الايمان :

ومن هنا فان ذكر الله - تعالى شأنه - هو احد اعمدة العودة الى الايمان ، والصلاة هي من ابعاد ذكر الله ، والصلاة بحقيقتها هي عمود الدين - كما جاء في الحديث - اي انها اساس الايمان ، وركن علاقة الانسان بالله ورمزها ، وهي معراجه الى الله ، ولغة التخاطب بين العبد وربه . فهي - في الواقع - محور لسائر القيم لانك ان كنت خاشعا في اللحظة التي تصلي فيها فانك تعود الى فطرتك وطهرك ونقائك .
وعندما يقول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) : " ... يا علي إنما منزلة الصلوات الخمس لأمتي كنهر جار على باب أحدكم ، فما ظن أحدكم لو كان في جســده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جســده
درن ؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لأمتي " (1) .
فــــان المقصود ان الصلاة الحقيقية هي التي يرجع فيها الانسان الى نقاء فطرته .
وطهــرهــــا ، والقـــرآن الكريـم عندما يحدثنــا عن الصــلاة يضيــف اليها كلمة
( الاقامة ) كقــوله - تعالـى - : { وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ } أو { وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ } والاقامة تعني ان يؤدي الانسان الصلاة بكل ابعادها ، وآدابهــــا ، وشروطها ، ومحتويــاتهــا ، وهذه الصلاة هي التي تؤدي الى زيادة الايمان عند الانسان . ولذلك فــان النبــي ( صلى الله عليه وآله ) يعتبــر هــذه الصــلاة اهم تحفــة يجب على الانسان ان يعتــز بهــا ، كما يشعــر بذلك قــوله ( صلى الله عليه وآله ) : " وقــرة عيـني الصــلاة "، فالصــلاة كانت احب شيء عنده ( صلى الله عليه وآلــه ) .
ونحن اذا وصلنا الى مرحلة بحيث احببنا الصلاة ، وارتاحت انفسنا اليها ، وشعرنــــا بأنها خفيفــة علينا وليست ثقيلة ، واذا راينا ان قلوبنا تندفع الى ان تتهيأ للصلاة بمجرد ان يتناهى الى اسماعنا نداء (حي على الصلاة) ، فلنعرف ان الله - جل وعلا - قد من علينا ، ولــم يجعل بيننا وبينه حجابا ، وانه يحبنا ، لانه عندما يحب احدا فانه يجذبـــه اليه ، ويدعـوه ، ويستضيفـــه ، اما اذا لم يضمر الله - تعالى - لك الحب فانــه ســـوف لايردك . إلا إذا ألححت عليه في ان يرفع الحجاب بينك وبينه لان " مــن اكثــر طــرق الباب أوشك ان يسمع الجــواب " .
وإذا لم نكن في مثل تلك الحالة من حب الصلاة والارتياح لها ، فــان علينــا ان
لانيأس ، وان نحاول معرفة السلبيات الروحية والسلوكية التي نعاني منها ، والتي لاتجعل صلاتنا تصبح صلاة حقيقية . وعلى هذا فان الصلاة معراج المؤمن ، وخير موضــوع ، وعمود الدين ، وخصوصا عندما يؤدي الانسان الصــلاة بشروطهـــا الاجتماعيــة .


الصلاة أول هدف :


وعندما يبين لنا القرآن الكريم مواصفات المجتمع الايماني ، فانه يذكر ان اقامة الصلاة يجب ان تكون اول هدف لهم : { الَّذِينَ إِن مَكَّنَّاهُمْ فِي الاَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وءَاتَوُا الزَّكَــاةَ } (1 الحج / 41 ) ، وفي موضع آخر يقول عنهم - عز وجل - : { وَجَعَلْنَاهُــمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ } ( الانبياء / 73 ) ، فالهدف الاول للائمة الذين يهدون بأمر الله يتمثل في اقامة الصلاة .
وفي ايام الجمعة ، والاعياد يتواصل المؤمنون ، ويتلاقون ، وتكون الصلاة هي محور التفاهم بينهم كما يقول - تعالى - : { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ( الجمعة / 9 ) ، وعلى هذا فان لقاء المؤمنين يكون حول مائدة الصلاة ، فهي التي تجمعهم .
ان هذه الصلاة تجعل الانسان في حالة عروج دائم ، فاذا اردنا ان نتحدث مع الله - جل وعلا - فان علينا ان نقيم الصلاة ، ونقرأ القرآن ، وهناك البعض من المؤمنين يجمعون بين الامرين وخصوصا في صلاة النوافل ، وهذه فكرة لطيفة وخصوصا في ليالي شهر رمضان المبارك ، فاذا كانت لديك فكرة ان تصلي الف ركعة طيلة شهر رمضان فبأمكانك ان تقسمها بين الليل والنهار ، واثناء كل صلاة بأمكانك ان تمسك القرآن بيدك لتقرأ آيات منه .
وقد فسرت الآية :{ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرءَانِ } ( المزمل / 20 ) ، تقرأ القرآن اثناء الصلاة ، وفي هذه الحالة وفي نفس الوقت الذي تؤدي فيه الصلاة سيكـــون باستطاعتك ان تختم القرآن في صلاتك ؛ اي ان تتبــادل الحديث مع الله - سبحــانه وتعــالى - .




الايمان مفتاح فهم الحقائق الكبرى :


القرآن الكريم بما يضم من سور وآيات بينات يقدم الجواب الصريح والواضح على حقيقة يتجاهلها الانسان ، ويحتجب عنها وعن معرفتها والتفاعل معها رغم وضوحها ، الا وهي حقيقة الايمان وتجلياته ، والتي يقف على النقيض منها الكفر وابعاده .

الايمان أصل كل خير :
ان الايمان هو اصل كل خير ، وقاعدة كل قيمة سامية ، وينبوع كل فضيلة مثلى ، ولعل الغاية الاسمى للايمان هي ان يخرج الانسان من اطار الذات ، وحدود الأنا الضيقة ، الى التفكير والاحساس بالآخرين ، وبتعبير آخر ؛ فان الايمان يتجسد ويخــــرج الى الواقع عندما يشعر الانسان بأخيه الانسان ، فعندما يخرج من الاطار الضيـق للنفس الى عالم الاحساسبالآخرين ، وحينما يعيش الحقائق الآخرى الخارجة عن الذات ، ويستوعبها ، ويهتدي اليها فحينئذ يصح ان يقال عنه انه مؤمـــن .


بيان الايمان وتجلياته :
ويبــــدو ان سورة (يونس) اختصت في بيان الايمان وتجلياتــه ، مقابل الكفــــرومفرداته ..
ففي بداية هذه السورة الكريمة يقول - تعالى - :
{ الر تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } ( يونس / 1 ) ،
فالحكمة هي رأس الايمان ، ورأس الايمان هو مخافة الله - سبحانه - ، فمن خلال معرفة ان الله حكيم ، نعرف سنة من سننه وهي الحكمة ، وانطلاقا من هذه السنة ندرك ان ليس كل دعاء قابلا للاستجابة من قبل الله - تعالى - فهو لا يستجيب لكل دعاء وان كان قادرا على ذلك بسبب مقتضى حكمته . وحتى في موضوع هلاك طاغية ما فاننا قد لانلمس استجابة الدعاء ، فقد يؤخر - عز وجل - هلاكه الى اجل مسمــى لايعلمه الا هو ، فلا يهلكه لمجرد ان نسجد له - تعالى - داخرين ، وندعو من اجل هلاكه متضرعين ، لحكمة اقتضاها الخالق ، وقد حجبت عنا ، فلو انه - عز وجل - استجاب كل دعوة دون الحكمة ولمجرد ان يدعو العبد لما استقر هذا الكون والوجود ، ولما جرت بقية السنن الالهية في مجراها الذي وضعه الله لها .
والله - سبحانه - كثيرا ما تغيب حكمته عن كثير من عباده في امور الحياة في حين انه اعلم بمصلحة الانسان سواء كان فردا ام جماعة ، ولذلك كان لزاما علينا ان نبحث عن الحكمة الالهية في الامور التي ندعو الله فيها فلا يستجيب لنا ، فهو - سبحانه - وضع كثيرا من الامور والحقائق في موازينها ، وضمن معادلات هي جوهر الكثير من السنن الالهية . وفي كتابه المجيد نجد الاشارة الى هذه الموازين والمعادلات منها قوله : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } ( الزلزال / 7-8 ) وقوله : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى* وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى } (النجم / 39-40 )
وقوله :{ إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لاَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } . ( الاسراء / 7 )




ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة

وقنا عذاب النار 0 ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا

وهب لنا من لدنك رحمه انك انت الوهاب

ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا0
ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته علي الذين من قبلنا
ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا
وارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://danny-alshbh.7olm.org
عاشقة داني و سالي
عضو نشيط
عضو نشيط
عاشقة داني و سالي


انثى عدد المساهمات : 89
نقاط : 282
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/07/2011
العمر : 32

الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية   الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية Icon_minitimeالإثنين أغسطس 08, 2011 2:31 pm

شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الايمان هو ينبوع سائر القيم الالهية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دعم منتديات احلي منتدي :: القسم العام :: القسم الاسلامي-
انتقل الى: